التعصب التقنيوأعني بالتعصب أن لا يعترف الشخص
بالأخطاء التي تصنعها شركةً ما ويحاول باستمرار محاربة منتجات شركة أخرى،
في هذا العصر لا توجد شركة أفضل من أخرى، وإنما منتج أفضل من آخر، وفي حال
تغلّبت منتجات أحد الشركات ورجحت بها كفة الميزان يمكن القول هنا بأن أغلب
منتجات الشركة الفلانية رائعة؛ لأن أفضل الشركات تصنع منتجات وخدمات تفشل
فشلاً ذريعاً بعد أن صُرف عليها بملايين الدولارات، وهو ما يؤثر في حاجتها
لوقت تستعيد فيه توازنها وتحسن صورتها أمام جماهيرها. عموماً التنافس شديد
وكل يوم يحمل إحصاءات مختلفة، لكن الشركة الأقل ارتكاباً للأخطاء هي
الأجدر في البقاء طويلاً على عرش التقنية.
الحكم على الموقع من الصفحة الرئيسةقديماً قالوا: لا تحكم على كتاب من غلافه
الخارجي، وتشمل هذه المقولة مواقع الويب المتعددة لأن المبرمج أحياناً
يستعين بشخص آخر لتصميم الواجهة وقد لا يرضى عنه كلياً لكنه يخشى أن
يتأخر موقعه في الظهور خصوصاً في حالات المسابقات وبدايات السنة.
لا يعني ذلك أن الصفحة الرئيسة لا تؤثر
في الانطباع العام فهي مؤثرة جداً وربما يغادر المستخدم بمجرد رؤيتها،
لكن الأفضل هو متابعة التصفح حتى يكون الحكم الكلي على الموقع شاملاً لكل
النواحي.
تشمل هذه النقطة الاستياء من مشروع عربي
بواجهة إنجليزية؛ لأن الجميع يعرف سهولة البرمجة باللغة الإنجليزية وسرعة
وصول الخبر إلى المواقع والمدونات الأجنبية، وأيضا استفادة المسلمين الذين
لا يتحدثون العربية من هذه المواقع. لا أرى داعي لترجمة مواقع تؤدي خدمات
بسيطة وما يتبع ذلك من إعادة تصميم الواجهة مرة أخرى. هناك عدد من
المشاريع التي لم تر النور لأن برمجتها باللغة العربية جعلت الأمور أكثر
تعقيداً وتأخذ وقتاً أطول! وما يهمنا هو المشاريع القوية أكثر من مشاريع
ركيكة بواجهة عربية.
الأجهزة اللوحية هي وسائل للترفيهوأيضا الاعتقاد بأنها تُغني عن الحاسبات المكتبية أو المحمولة. الأجهزة اللوحية مصممة لأغراض محددة، لعل أهمها هو:
1- متابعة الايميلات بكل مرفقاتها في حال
كان الشخص صاحب مشاريع متعددة ويسافر كثيراً، هاتف البلاك بيري يؤدي
الغرض، لكن قراءة ملف PDF مكون من 50 صفحة يُصبح مُتعب جداً لصغر حجم شاشة
هواتف البلاك بيري.
2- تصفح مواقع الأخبار العالمية وقراءة أهم العناوين الرئيسة والتدوينات في مختلف المجالات.
3- الخرائط الجغرافية ونُظم تحديد المواقع.
شراء الجهاز اللوحي لمجرد الترفيه هو
إسراف مادي ومعنوي، الكثير من مستخدمي الأجهزة اللوحية لا يدركون المزايا
التي دفعوا في سبيلها مبالغ مادية كبيرة. إضافة الألعاب جاء لاحقاً لإعطاء
لمسة من عدم الرسمية على هذه الأجهزة، لكن هذه الألعاب تحولت إلى هوس
بطريقة غير طبيعية.
في المقابل هناك أشخاص قاموا بتوظيف هذه
التقنية لصالحهم وإن لم تكن مصممة خصيصاً لهذا الغرض، من أمثلة استخدام
الأجهزة اللوحية المبتكرة التي رأيتها: وسيلة دعائية لمشروع تصوير
فوتوغرافي (البوم رقمي) حيث ساهم الآيباد في تقليل مصاريف طباعة الصور، بل
إنه ساعد في عرضها بجودة عالية مع إمكانية التقريب.
وأيضا استخدامه كقائمة طعام رقمية في أحد
المطاعم في لندن، فهو يغنيك مبدئياً عن الحاجة لاستدعاء النادل، قائمة
الطعام هي آيباد مثبت على الطاولة يحتوي على أسماء الأطباق وصورها
وتكلفتها، ثم يحسب التكلفة الإجمالية ويرسل البيانات للمطبخ حيث يبدأ
إعداد الطعام.
ختاماً ، الرابح الأكبر في حرب الشركات
وتنافسها هو المستخدم، ومن غير المنطقي إطلاق الأحكام السابقة على شركات
أو تقنيات دون تجربتها لمدة طويلة نسبياً. دائماً حاول التفكير بطرائق
استخدام مُبدعة للتقنيات الحديثة بحيث تخدم الأهداف، وتسهّل أداء المهام،
وتختصر الوقت ولا تكون سبباً في إهداره.